بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 يناير 2017

وادي الذئاب في الجزائر 2017

كيف تتغلب على القولون العصبي !!

المقدمة :


  1. ماهو القولون العصبي ؟؟:

هناك أسماء كثيرة لمتلازمة القولون العصبي، لكن اسم "القولون المتهيج" هو الأكثر ملاءمة، لأنه يعكس على نحو أفضل آلية نشوء وتطور هذا الاضطراب كما هو مفهوم اليوم، ولا يتضمن فكرة اللوم والاتهام الملازمة لتعبير "العصبيّ" بينما يعتبر الاسم القولون العصبي هو الاكثر استعمالا بين الناس.
لأمراض الجهاز الهضميّ الوظيفية، عادة، طابع مزمن تتخلله فترات تتفاقم فيها الأعراض وفترات أخرى من الهدوء (صعودا وهبوطا). وهي تسبب معاناة كبيرة وتمس بجودة حياة المريض. وفي العادة، تكون الفحوص سليمة، أي أنها لا تُظهر أي دليل موضوعي على خلل تشريحي أو اضطراب بيوكيميائي. وهذا الأمر يثير الإحباط لدى المريض والطبيب على حد سواء، وغالبا ما يشعر المرضى بأن الطبيب لا يصدق شكاواهم، أو بأنه لا يتم التعامل مع هذه الشكاوى بجدية كافية ("أنت معافى تماما... وكل هذا في دماغك فقط"!).




 والمعروف إن حركية الأمعاء، وكذلك عتبة الحساسية للألم (عتبة الألم)، يتم ضبطهما من خلال الاتصال المتبادل، الثنائي الاتجاه، بين الجهاز الهضمي (Digestive System) من جهة، وبين الجهاز العصبيّ المركزي (Systema nervosum central) والدماغ، من جهة أخرى،  والمسمى "محور الدماغ - الأمعاء". ويمكن للاضطرابات المحتملة على طول هذا المحور أن تؤدي إلى ضعف في عملية الضبط والمراقبة، ينعكس في ظهور أوجاع مزمنة في البطن وفي التغوط غير المنتظم. كما يسلط العديد من الدراسات الضوء، أيضا، على العلاقة ما بين أعراض الجهاز الهضمي وبين حالات التوتر والعصبية.

يعاني بعض مرضى متلازمة القولون العصبي، أيضا، من الاكتئاب (Depression) و/أو القلق (Anxiety)، لكن الرأي السائد بين الخبراء، حاليا،  يقول بأن هذه الظواهر ليست هي المسبب لمرض القولون العصبي. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الاكتئاب، أو القلق، إلى تفاقم أعراض مرض القولون العصبي.

  • أسباب الإصابة بالقولون العصبيّ :

 تتعدّد أسباب الإصابة بالقولون، منها ما هو معروف، ومنها ما يزال الطّب يسعى للتّوصل إليه، لكن أهمّ هذد الأسباب هي:  

 العدوى الفيروسيّة: قد يُصاب الجهاز الهضمي ببعض الفيروسات التي يتم القضاء عليها، لكن أعراضها تبقى مدّة أطول، فتؤثّر على القولون وتقلّصات عضلاته الطّبيعية، وهذه الحالة تشكّل 25% من حالات الإصابة بالقولون العصبيّ. التّوتر وعدم الاستقرار العاطفي: فتسميته بالقولون العصبيّ يوضّح أنّ هذا المرض يعتمد بشكلٍ أساسيّ على الحالة النّفسية التي يمرّ بها المريض، ولذلك يجب الانتباه لكل ما يؤثّر سلباً على نفسيّته وما هي الحالات الشّعورية التي تزيد عنده الألم. ثقل في بعض التّركيبات الغذائيّة: قد يكون اللّاكتوز الطّبيعي الموجود في اللّبن ومشتقّاته يُتعب القولون فسيبّب خللاً في حركات عضلاته، كما هو الحال أيضاً في الفركتوز الموجود في العصائر. الأدوية: قد يسبّب الاستخدام الطّويل لبعض الأدوية الإسهال أو الإمساك، كالمضّادات الحيويّة، ومانعات الحموضة، والمُسكّنات. النّظام الغذائي غير المتوازن: الكثير من الأغذية تسبّب تهيّجاً في القولون؛ كالأطعمة الدّهنية، والتّوابل والأغذية التي تسبّب الغازات، ولذلك يجب الحفاظ على نظام غذائيّ متوازن يضمّ كمّاً كافياً من الألياف التي تساعد القولون في المحافظة على التّقلصات الطّبيعيّة لعضلاته.

  • علاج القولون العصبي :
هناك الكثير ممّن يعانون من متلازمة القولون العصبيّ والغازات ممّا يسبب لهم تعب وآلام ومغص، وفترات من الإسهال وفترات من الإمساك واضطرابات في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى سوء في الهضم وشّعور بالغثيان، والكثير من أعراض القولون والّتي تختلف من شخص لآخر. إنّ متلازمة القولون العصبيّ لا تُسبّب أي خطورة على الحياة، وكذلك لا تؤدّي مُطلقاً إلى أي مرض خطير على المدى البعيد، ومن الممكن السيطرة على كثير من هذه الأعراض المزعجة لدى الكثير من المرضى باتّباع التعليمات التالية: 


  • إنّ التّوتر، والقلق والاضطرابات النّفسية، من العوامل الرّئيسة التي تسبّب تهيّجاً في القولون، فينصح بالابتعاد عنهم.
  • الابتعاد عن الأغذية المضرة بالقولون أو الأطعمة الثّقيلة التي تتعب القولون وتؤدّي إلى الإمساك او الإسهال، فهي تؤثّر سلباً على عضلات القولون وتعيق حركتها الطّبيعيّة.
  • الابتعاد عن الأغذية التي تسبّب الغازات؛ كالبقوليات، والملفوف، والبصل، والخسّ، وحتّى المشروبات الغازيّة، التي توتّر القولون وتخلّ من انتظام حركة عضلاته.
  • مضغ الطّعام جيّداً لتسهيل عمليّة الهضم، والابتعاد التّام عن تناول العلك؛ وذلك لأنّها تعمل على تجميع الغازات في الجسم، وبالتّالي زيادة ألم القولون.
  • تناول الخضروات والفواكه الغنيّة بالألياف، وذلك لأنّها تساعد عضلات القولون على الالتزام بالنَّسَق الطّبيعي لحركتها، وتساعدها على حلّ مشكلتيّ الإسهال والإمساك إن وجدتا.
  • الاعتماد على الأعشاب الطّبيعية لحلّ مشاكل الهضم خاصّة، والمشاكل الأُخرى عامّة، فلا تأثير سلبيّ لها كالأدوية، وتعمل على تزويد الجسم بما يحتاجه لتسهيل عمليّة الهضم.
  • تناول الأدوية المهدئة للأعصاب في حال تفاقمت مشكلة القولون، فاللّجوء إلى الأدوية عند استعصاء المشكلة أمرٌ مهمّ للتّخلص من الآلام، ويتمّ ذلك بعد مراجعة الطّبيب ليصف الدّواء المناسب لحالة المريض ودرجة مرضه.